تقرير حول تداعيات تدمير محطة مياه الطيبة في جنوب لبنان
تقرير حول تداعيات تدمير محطة مياه الطيبة في جنوب لبنان
خلفية الأحداث
في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان، وتحديدًا خلال ما بات يُعرف بـ"حرب الإسناد"، تعرّضت البنية التحتية المدنية لأضرار جسيمة، كان أبرزها استهداف محطة تحويل الكهرباء في مشروع مياه الطيبة بتاريخ 4 آب 2024. أدّى القصف إلى تدمير شبه كامل للمحطة، واندلاع حريق كبير، مما تسبب في توقفها عن العمل.
أخبار لبنان Lebanon News
محطة مياه الطيبة تُعد من المنشآت الحيوية التي تؤمّن المياه لعشرات البلدات الجنوبية، أبرزها: بيت ياحون، ميس الجبل، عيترون، بليدا، عيناتا، يارون، بنت جبيل، كونين، عين إبل، وغيرها. ومع توقف المحطة، واجه آلاف السكان أزمة مياه خانقة استمرت لأشهر، في ظل محدودية البدائل وغياب حلول سريعة من الدولة.
الجهود المبذولة لإعادة التشغيل.
في أيلول 2023، أعلن "حزب الله" عن إعادة تشغيل جزئي لمحطة الطيبة بعد تركيب مضختين جديدتين على نفقته، مما أعاد تشغيل نحو 50% من القدرة التشغيلية للمحطة. ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أن حجم الأضرار وغياب الدعم الرسمي الشامل جعلا التعافي بطيئًا وغير كافٍ لتلبية حاجات جميع القرى المتضررة.
مسؤولية من؟
ينقسم الرأي العام بين من يرى أن "حزب الله"، عبر انخراطه في جبهة الجنوب، يتحمل مسؤولية جرّ لبنان إلى دائرة الاستهداف، وبين من يحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية التقصير في حماية المرافق العامة، وعدم تحييد المنشآت الحيوية عن النزاعات. لكن، وسط هذا الجدل، تبقى الحقيقة الثابتة أن المواطن هو الخاسر الأول، لا سيما في البلدات الحدودية التي تدفع ثمنًا باهظًا في كل حرب، دون بنية تحتية قادرة على الصمود.
الخلاصة
ما حدث في محطة مياه الطيبة ليس مجرد استهداف تقني، بل هو شاهد حيّ على الكلفة الإنسانية العميقة للصراعات في الجنوب. سواء كانت المسؤولية تقع على طرف داخلي يتبنى خيار المواجهة، أو على دولة غائبة وعاجزة عن حماية أبسط مقومات الحياة، فإن النتيجة واحدة: الشعب وحده يتحمّل العبء. في بلدات لحدوديه ، حيث تُختبر القدرة على الصمود يومًا بعد يوم، لم يعد مطلب الناس أكثر من الحد الأدنى من الاستقرار وحقهم في الماء والكهرباء. فالحلول المؤقتة لا تبني وطنًا، كما أن التضحية الدائمة بالمواطن لا تصنع نصرًا.
تعليقات
إرسال تعليق